الأسرة ديالنا كانت ديما مثال ديال الأسرة المثالية السعيدة، الأب ديالي كان أستاذ، والأم ديالي كانت ربة بيت ممتازة، أما أنا والأخت ديالي كنا كانقراو في نفس المستوى بالإعدادية اللي كانت في الحي ديالنا.
كنا عايشين بخير والحمد لله وماخاصنا حتى خير، في الصباح كنا كانوضو كانلقاو الواليدة سبقاتنا في الفياق ووجدات لينا الفطور، وفاش كانرجعو مع 12 كانلقاوه الطبلة واجدة كاتسنانا، ونفس الشيء فاش كانرجعو في العشية.
الواليدة كان كولشي كايشكرها على الأطباق والشهيوات اللي كانت كاتدير، وعلى حسن تدبيرها للمنزل وللمصروف ديالو، ديما الدار كانت نقية ومقادة وكل حاجة في بلاصتها.
أنا وختي سلوى توأم، ومن يالاه دخلنا المدرسة وحنا كانقراو في قسم واحد، كنا ديما كانتنافسو باش نجيو حنا الأوائل في القسم، وذاكشي فعلا اللي كان، ماعمر شي حد جا الأول من غيرنا في القسم طيلة المرحلة الإبتدائية وحتى المرحلة الإعدادية، إيلا ماجيتش أنا الأول كانجي الثاني، وحتى هي نفس الشيء.
الأب ديالي كان أستاذ ديال التربية الإسلامية في السلك الثانوي التأهيلي، الناس كانوا كايعيطو عليه بـ "السي الفقيه". حفظ كتاب الله من فاش كان صغير، وكانوا ديما الجيران كايسولوه على بعض الأمور الفقهية وذاكشي اللي متعلق بالإرث. كولشي كان كايحتارمو ويقدرو، وكلمته ديما مسموعة مابين الناس ولا حتى مع العائلة.
كان ديما الواليد كايقولينا أنا وأختي: "أنتم هم الإستثمار ديالي أوليداتي، ماباغي وماكنتسنا من عندكم والو، الحاجة الوحيدة اللي بغيت فهاذ الدنيا أنني نشوفكوم همة وشان ونفتخر بيكوم، ونموت وأنا مرتاح من جيهتكوم...".
كان في راس كل شهر فاش كايتخلص كايمشي يشري لينا الحوايج واخا الماريو ديالنا كان ديما مدكس بيهوم، وواخا كنا كانقراو مزيان كان كايلح علينا أننا نزيدو الساعات الإضافية.
كنا كانزيدو السوايع في جميع المواد، حتى فذوك المواد اللي ماكيحتاجوش الساعات الإضافية، وكان صارم معانا بزاف فهاذ المسألة، وكل شهر كايمشي الإعدادية ديالنا كايسول علينا جميع الأساتذة اللي كايقريونا. ويا ويلو وسواد ليلو اللي يجيب فينا شي نقطة خايبة في شي امتحان ولا قال ليه شي أستاذ شي حاجة خايبة علينا.
أما في العطلة ديال الصيف كنا كانسافرو ديما، كل مرة وفين، مرة في مراكش، مرة في الصويرة، مرة في أكادير، حتى الشمال مشينا شحال من مرة لمارتيل وتطوان، طنجة والشاون...وفاش كانجيو من السفر كان كايدخلنا للكتاب القرآني ديال الحي باش نحفظو القرآن.
هاكا كانت حياتنا طيلة أيام المرحلة الإعدادية، كنا ديما مفاهمين وعايشين في سعادة، حتى نجحنا وانتقلنا للمرحلة الثانوية، وبدينا نقراو في نفس الثانوية اللي كايقري فيها الوالد، تما غادي تقلب حياتنا رأس على عقب..
نجحنا في المستوى الإعدادي وطلعنا أنا والأخت ديالي للمستوى الثانوي. في الأول صيفطونا لواحد الثانوية أخرى ماشي هاذيك اللي كايقري فيها الوالد، فرحت أنا وأختي سلوى لأننا غادي نشدو شوية ديال الحرية ونبعدو من الرقابة ديال الوالد، لكن الوالد أصر أننا نجيو نقراو في الثانوية اللي خدام فيها باش يبقى متبعنا ومواكبنا، لأنه وعلى حساب ما قالينا أن المرحلة الثانوية هي أهم مرحلة في الحياة ديال التلميذ، لأنها هي اللي كاتحدد مصيرو، ومستقبل الدراسات العليا ديالو من بعد الباك. حنا مابغيناش ولكن القرار الأخير كايرجع للوالد، لأنه كايتميز بنوع من السلطوية في القرارات والمعاملة ديالو.
قبل القراية بشي أسبوع، كنا جالسين مجموعين كانتفرجو في واحد القناة إسلامية، الوالد كان ماسح جميع القنوات ديال الأغاني والأفلام من "البارابول"، حيث ذاكشي كايعتابرو حرام وكايفسد عقول الشباب. كان موضوع الحلقة ذاك النهار على الحجاب، وكيفاش أنه فريضة على كل فتاة مسلمة. فاش سالا البرنامج تلفت الوالد لسلوى وسولها واش اقتنعت بذاكشي اللي سمعاتو، قالت ليه أختي بأنها مازال صغيرة ومابغاتش تدير الحجاب حتى تزوج، لكن الوالد قمعها، وبدا كايستشهد بآيات من القرآن والسنة على ضرورة لبس الحجاب. أختي سلوى بدات كاتبكي ومشات لبيتها، لأنها كانت عارفة أن الوالد ذاكشي اللي فراسو هو اللي كايكون، خصوصا فالأمور اللي كاتعلق بالدين. وفعلا ذاكشي اللي وقع، استسلمت للأمر الواقع وبدات كاتدير الزيف.
بدات القراية واتعرفنا على الأساتذة والتلاميذ اللي غادي يقراو معانا، ماكوناش كانحظاو بمعاملة خاصة من طرف الأساتذة كيما كان كايسحاب لينا، كان الوالد موصي علينا جميع الأساتذة أنهم يعاملونا تماما كيما كايعاملو التلاميذ الأخرين، وأي حاجة كانديروها في القسم لا مزيانة ولا خايبة كاتوصلو بالزربة وفي نفس اليوم.
الوالد في مادة التربية الإسلامية اللي كان كايقرينا، كان كايقسم القسم على جوج، 2 صفوف للدراري و2 صفوف للبنات، وكل بنت خاصها تكون لابسة بلوزة كاتغطي الجسم ديالها كامل، وتكون دايرة الزيف، وإلا ماغاديش يقبلها في القسم ويقيدها في الغياب. هاذشي كان خالق ليه الصداع مع التلميذات والأولياء ديالهوم وحتى مع الإدارة ديال الثانوية، ولكن الوالد ديما اللي فراسو فراسو.
سالات الدورة الأولى ديال القراية، وكالعادة حصلت أنا وسلوى على نقط مزيانة. دازت العطلة بالزربة وبدات القراية من جديد، فاش دخلنا تفاجئنا بأن أستاذة التربية البدنية خدات رخصة الحمل وغادي تغيب لمدة طويلة، وأنهم غادي يجيبو أستاذ أخر باش يعوضها. وفعلا داز أسبوع وجابو لينا أستاذ جديد.
هاذ الأستاذ ماكانش كبير في السن، غادي تكون عندو تقريبا شي 33 سنة، وواخا هاكاك كان كايبان عليه برهوش في التصرفات ديالو. كانت البنية الجسمانية ديالو قوية وكايلبس ديما الشورتات فوق الركبة والتيشورتات الضيقة باش يبين البنية الجسمانية ديالو القوية. ديما كاتلقاه كايهضر ويضحك مع البنات وكايعاملهوم معاملة خاصة باستثناء الدراري. ومن بعد كولشي اللي فذيك الثانوية عرف أنه داير علاقة مع واحد التلميذة كاتقرا في الباك.
هاذ الأستاذ غادي يكون سبب رئيسي في تغيير الحياة ديالنا كاملين، وبسبابو غادي تبدل الشخصية ديال الوالد بـ 180 درجة.
هاذ الأستاذ ديال التربية البدنية على حساب ماكان قالينا الوالد كاينحدر من مدينة اليوسفية، وهو أستاذ فائض كايعوض الأساتذة اللي كايغيبو لفترة طويلة. تلاقى مع الوالد من النهار الأول فاش جا للثانوية في المقصف ديال الأساتذة، وحكى ليه أنه كايقلب على الكراء، لأن محل السكن ديالو بعيد بزاف على الثانوية وكايضيع بزاف ديال الوقت في المواصلات.
الوالد واعدو أنه غادي يتوسط ليه عند واحد السيد عندو دار خاوية للكراء كاينة قريبة من دارنا. هاذ مول الدار ماكانش ناوي يكري دارو لشخص غير متزوج لأن ذاكشي كايجيب غير الصداع كيما كايقول، ولكن وبسبب المكانة الخاصة ديال الوالد عند الجيران كاملين ومن بعد فاش شكرو ليه، في الأخير قبل.
وذاكشي فعلا اللي كان، ولا هاذ الأستاذ واحد من الجيران، وبدا الوالد كايعرض عليه للدار يتغذى عندنا مرة مرة. ومع مرور الأيام ولاو صحاب و مقربين بزاف، ديما كانوا كيبانو ليا في القهوة بجوج جالسين كايهضرو، وحتى الثانوية واخا مابعيداش بزاف كايمشيو ليها مجموعين.
جانا الأمر في الأول غريب شوية، ومافهمناش كيفاش ولاو مقربين حتى لهاذ الدرجة، خصوصا ماكاينة حتى حاجة مشتركة كاتجمع بيناتهوم لا في العمر، ولا حتى في الإهتمامات، هاذاك مبرهش فدماغو وطريقة التفكير ديالو، والوالد شخص كبير في العمر وملتزم دينيا وكايبان بعقلو.
الوالد اللي كان نادرا كايتعطل على برا في الليل، ولا دابا التأخير ديالو شبه يومي، والإهتمام ديالو بينا وبقرايتنا بدا كايقل شوية بشوية، مابقاش كايسولنا على النقط ديالنا. كايدخل في الليل معطل والملابس ديالو اللي كانوا ديما من قبل كاتفوح منها رائحة المسك والعطور اللي كان كايحرص أنه يشريها بعناية، ولات دابا خانزة بريحة "الكارو"، وفاش كاتسولو الواليدة على السبب كايقوليها: "غير الناس اللي كانوا جالسين حدايا في القهوة كايكميو".
سالات القراية وبدات العطلة الصيفية، ولكن عكس العطل الأخرى اللي دازو هاذ الصيف ماسافرناش، وحتى من الوالدة بدات كاتشكى لأنه ماكيخليش ليها المصروف الكافي لتدبير شؤون المنزل.
ولا الوالد النهار وماطال وهو خارج على برا. مابقاش كايديها فينا نهائيا، وحتى من الأخت ديالي فاش سالينا القراية حيدات الحجاب وولات كاتلبس لباسها العادي اللي كانت كاتلبس من قبل.
نصحاتها الواليدة شحال من مرة أن الوالد غادي يتخاصم معاها ويقدر حتى يضربها، ولكن شحال من مرة شافها بذاك اللبس وماقاليها حتى حاجة، حتى فاش كاتبغي تخرج مابقاش كايسولها فين خارجة. وحتى أنا كان ديما كايلح عليا باش نصلي صلاتي فوقتها مابقاش كايهضر معايا كاع. الشيء الوحيد اللي كايسول عليه هو الفلوس فين مشات وفين تصرفات. ولا كيبان لينا بخيل بزاف في التعامل ديالو وحتى في المقدية ديال الدار اللي كان كيجيب لينا.
حتى حد فينا ماعرف السبب علاش تبدل علينا هاكا، ولا كيبان لينا شخص غريب وغامض. على برا كاتلقاه فحال وفاش كايدخل الدار كيولي فحال أخر. حتال ذاك النهار اللي كنت واقف مع الواليدة في بيت الصابون بغات تلوح حوايج الوالد للماكينة باش يتصبنو، وطاح من جيبو شي وراق. هزاتهوم الواليدة وسولاتني أشنو هاذشي. فذيك اللحظة عرفت شنو هو السر اللي خلا الوالد يولي بحال هاكا.
هزات الواليدة ذوك الوراق اللي طايحين فوق الأرض وبقات كاتشوفيهوم وماعرفاتهومش ديالاش، ولكن أنا عرفتهوم من النظرة الأولى، آه هاذوك وراق ديال القمر، ولكن أش كايديرو في جيب الواليد؟! خذيتهوم من عند الواليدة وقلبتهوم كاملين، كانوا أربعة ديال الوراق، كل ورقة ملعوبة ب 500 درهم، أي 2000 درهم في المجموع.
سولاتني الواليدة عليهوم وجاوبتها، قلت ليها أنهم وراق ديال اللوطو. تفاجأت حتى هي وبقات ساكتة ماعرفات ماتقول. جمعاتهوم وحطاتهوم فوق الطبلة ديال الصالون اللي كايجلس فيها الوالد، ورجعات الكوزينة.
دخلت لبيتي وبديت كانهضر غير بوحدي: "واش الوالد كايلعب اللوطو؟ لا مايمكنش مستحيل، واخا نشوفو بعيني كايلعبو مانصدقش، الوالد مستحيل يدير شي حاجة خايبة". ولكن للأسف ذوك الشكوك غادي تحول من بعد لحقيقة.
دخل الوالد ذيك الليلة معطل كالعادة ومشى مباشرة شعل التلفزة وجلس في الصالون، مادازت حتى دقيقة وهو ينوض مشى بالزربة عند الوالدة لبيتها وبداو كايهضرو. الهضرة الهادئة تحولات لصوت مرتفع، الوالد بدا تايسول الواليدة بالغوات: "أش ذاك تقلبي ليا جيوبي؟" وهي مسكينة كانت كاتجاوبو وتحاول تشرح ليه أنها كانت غير بغات تلوح حوايجو يتصبنو وطاحو منهم ذوك الوراق...الوالد ماعجبوش الحال وخرج ورضخ الباب من وراه، وكانت هاذيك أول ليلة يبات فيها على برا الدار، واللي غادي تبعها ليالي من بعد.
ذيك الليلة مانعستش وبقيت كانحاول نربط التصرفات ديال الوالد الأخيرة معنا بهاذشي اللي وقع اليوم، واستنتجت أن الوالد هو فعلا مدمن ديال القمر، وهاذشي اللي تأكدت منو من بعد.
واحد النهار كنت غادي مسخر للمخبزة اللي حدانا، وفي الطريق بانت ليا الطوموبيلا ديال أستاذ الرياضة واقفة في جنب الطريق وشاعلة البولات ديال الوقوف وفيها الوالد في الداخل. في نفس اللحظة وهو يبان ليا الأستاذ خارج من القهوة ديال القمارة وهاز فيديه شي وراق وطلع الطوموبيل. تصدمت من ذاك المشهد وجاتني الدوخة وماعرفت ماندير، وبلا مانشعر قلبت الدورة ورجعت للدار قبل مانشري الخبز من المخبزة، وتيقنت أن الوالد وصاحبو كايلعبو القمر بجوج.
سالات العطلة الصيفية وبدات القراية، والوالد غير غادي وكايزيد في البخل ديالو معانا. وحتى من الساعات الإضافية اللي كان ديما كايلح علينا أننا نديروهوم أنا وأختي، قالينا هاذ المرة أنه ماشي باستطاعتو أنه يديرهوم.
فاش كايدخل الدار وكايلقى البولات مشعولين فالكوزينة ولا فشي بيت وماكاين فيه حد كايبدا يغوت ويخاصم، ويهددنا أنه ماغاديش يخلص الفاتورة ديال الضوء. ولكن الحاجة اللي جابت لينا التمام هي فاش قرب العيد، وقالينا أنه ماغاديش نعيدو هاذ العام.
العيد الكبير مابقات ليه غير شي يامات ويجي، والأجواء ديالو كاينة على برا، ها اللي كاري محل حاط فيه الأكباش للبيع، ها اللي كايبيع الفصة والتبن، ها اللي كايبيع الفاخر، ها اللي كايمضي الجناوى...
كنا كانتغذاو ذاك النهار أنا وأختي والواليدة، أما الوالد كيف العادة ماعرفناهش فين كان خارج. شوية وهو يحل الباب ديال الدار ودخل وهاز فيديه الجورنال، حتى السلام مابقى يسلمو، مشى وجلس في القنت ديال الصالون وبدا كايقرا في الجورنال بصوت مرتفع بحالا بغى يسمعنا: "أسعار الأضاحي ستعرف إرتفاعا صاروخيا...". شافينا واحد الشوفة من التحت وقالينا: "هاذ العام محال واش نعيدو...".
في الأول سحاب لينا واش كان غير كايضحك، ولكن فاش بدا ثاني يهضر في الدين وبأن ذبح الأضحية هو غير سنة وماشي فرض، تأكدنا أنه كايهضر بصح وأننا ماغاديش نعيدو، كايستغل الدين غير في الأمور اللي بغا هو، علاش مايقولش أن القمر حرام، وإهمال الأسرة حتى هو حرام...وزيد وزيد.
وذاكشي فعلا اللي وقع. نهار العيد كولشي كان فرحان وناشط إلا حنا. الواليدة مرضات لينا ذاك النهار بالفقصة، أما أنا حشمت مازال نخرج للزنقة، جاب ليا الله بحالا غير غادي نخرج غادي نلقى صحابي كاملين واقفين حدا الباب كايتسناوني غير إيمتا نبان باش يضحكوا عليا.
داز علينا ذاك النهار صعيب بزاف، وتبعاتو يامات من الإحراج من بعد، خصوصا فاش كايسولوني الدراري صحابي ذوك الأسئلة اللي ديما كانسمعوها فبحال هاذ المناسبة: "شبعتي لحم؟"، "كيخرج حاوليكوم"... أما الوالد كاع ماهو فهاذ العالم، والسلوك والتجاهل ديالو اتجاهنا غادي ويكبر.
النتائج ديالي في الدراسة ـ وعلى عكس أختي سلوى ـ بدات كاتراجع شوية بشوية حتى مابقيتش كانجيب النقط مزيانة في الإمتحانات، كاندخل القسم كانبقى غير سارح وماكانسمعش الأستاذ أش تايقول، وحتى الدروس مابقيتش كانكتبهوم.
مابغاتش تفهم ليا كيفاش الوالد تحول من ذاك الشخص المتدين والوقور إلى شخص منافق وقمار، من ذاك الشخص اللي قلبو طيب وحنون على ولادو وعائلتو إلى شخص بارد وقلبو قاسح، واللي بسبابو عانينا بزاف.
سالات القراية وغير بزز حتى نجحت وانتقلت إلى السنة الثانية باكالوريا، جبت في نقاط المراقبة المستمرة 10/20، أما الصدمة الكبيرة هي اللي كانت في الجهوي اللي مافتش فيه 6/20. عكس أختي اللي تبارك الله عليها كملت بنفس الوتيرة كيما قبل وجات هي الأولى في الثانوية كاملة.
فذيك العطلة ديال الصيف، وبحال ذيك العطلة اللي دازت ماسافرناش وبقينا غير في الدار، والوالد استمر حتى هو فنفس السلوكات ديالو. كان كولشي غادي بنفس الوثيرة المعتادة، حتال ذاك النهار اللي كنت جالس في بيتي أنا وأختي وسمعنا الوالد كايغوط ويهرس في الأواني اللي كانوا في الفيترينا. تخلعنا ماعرفنا أش كاين، خرجنا بالجرى للصالون بان لينا الوالد مدابز مع السلوكا ديال التلفازة بغى يحيدهوم، وفاش حيدهوم هز التلفازة حتى الفوق وهو يخبطها مع الأرض.
في الوهلة الأولى فاش شفنا الوالد على ذيك الحالة وكايتصرف بذيك الطريقة سحاب لينا واش حماق وتسطا، بقينا غير ساكتين كانشوفو فيه أش كايدير، هرس كاع داكشي اللي كاين في الصالون، حتى من الريدو ديال الشرجم قطعو.
مادازش بزاف ديال الوقت حتى انتبه للوجود ديالنا في الصالون. جا عندي وشدني من كتافي بواحد القوة، كان كايسحاب ليا واش حتى أنا غادي يهزني ويخبطني مع الأرض كيما دار للتلفازة، ولكن غير قبطني وهو يبدى يغوت: "2 ديال المليار، 2 ديال المليار".
الواليدة بدات كاتسول فيه بغات تعرف شنو وقع، جاوبها والحالة الهستيرية مازال فيه:" واربحت 2 ديال المليار في اللوطو أعباد الله، 2 ديال المليار، وليت مليونير...". دخل للبيت ديالو وحط الحوايج في الصاك ديالو، وبغى يخرج. عيينا مانسولو فيه فين غادي يمشي وهو حتى حاجة في لسانو من غير "2 المليار، 2 المليار...". رضخ الباب وخرج.
بقينا كانشاوفو فبعضياتنا، واش فعلا الوالد ربح ولا غير خرج ليه العقل؟ شوية وهي تجرني الواليدة من يدي وقالت ليا باش نهبط نتبعو من بعيد نشوفو فين غادي، هبطت للزنقة بديت كانتلفت ماعرفتو منين داز. مشيت بالجرى عند "حماد" مول الحانوت اللي المحل ديالو مقابل مع الدار، قاليا راه ركب فطوموبيلا بيضاء كانت قدام الدار مع واحد السيد ومشاو، سولتو واش الطوموبيل اللي ركب فيها هي من نوع " داسيا لوجان" قاليا آه. وتما عرفتو أنه مشى مع أستاذ الرياضة.
دابا 3 أيام والوالد غايب على الدار، وحتى من التليفون ديالو خلاه هنا، وحنا تلفنا ماعرفنا فين نصدو. ماخلينا سبيطارات ماخلينا كوميساريات، وحتى من صاحبو كنت كاندوز عندو للدار في كل ساعة ندق عليه وماكانلقاو حتى حد في الدار، وفاش كانعيطو عليه فنمرتو كانلقاوها مطفية.
بقى الحال على ماهو عليه، كولشي الدرب عرفوا أننا كانقلبو على الوالد، والجيران وقفوا معانا وداروا ما فجهدهوم باش يعاونونا ولكن بدون جدوى. حتال النهار الخامس، سمعت الدقان في الباب، ومشيت حليت. لقيت "حماد" مول الحانوت، هاز بيديه واحد الجورنال . سولني وعينيه على الجورنال بحالا بغى ياكلو:
ـ شوف واش هذا هو الوالد ديالك اللي مصور في الجورنال؟
غير شفت في الجورنال وأنا نبدا نغوت: "هو، والله حتى هو"....
كان فذيك الصورة هاز واحد الشيك كبير بزاف مكتوب فيه مبلغ ديال جوج ديال المليار، ولابس "كوستيم" وكايضحك. أما ذيك اللحية اللي من النهار اللي بديت كانعقل على راسي وهو دايرها، دابا حيدها، وفي أسفل الصورة كاتبين بأن شخص من آسفي ربح 2 مليار سنتيم وماكاتبينش الإسم ديالو. مسكين "حماد" تصدم وجاتو عجب، كيفاش السي الفقيه اللي ديما كايهضر في الدين وكولشي الناس كايحتارموه وكايستاشروه في الأمور الفقهية كايلعب اللوطو؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق